يعتمد النجاح في مجال الفوركس بشكل كبير على فهم قواعد "اللعبة". ان تقييم تصرفات الوسيط – تقييم ما اذا كان الموزع يتلاعب بالأسعار أم أن ما تراه هو انعكاس فعلي لحالة السوق – يشكل نقطة مفارقة لمشكلات بل ولرحيل الكثير من المتداولين. لذلك فان فهم تكون الأسعار يساعد المتداول في تجنب الأخطاء الشائعة والاحساس بأنه يتم خداعه.
بعض الحالات الفردية
ان ظهور أخبار هامة على الشاشة بلا شك يمثل فرصة للدخول في مداولات. في هذه اللحظة يبدء الكثير من المتداولين بطلب التسعيرات. الا أنه في كثير من الأحيان، عندما يتجه المتداولون الى استغلال الأخبار، تصلهم تسعيرات متأخرة أو سبريد مرتفع بشكل مبالغ فيه، مما يتم تفسيره على أنه احتيال وتلاعب من جانب الوسيط. ولكن دعونا ننظر لهذا المثال من جانب آخر. بمجرد وقوع حدث كبير وهام، يبدء الوسيط في محاولات تحويط صفقات عملائه مع البنوك الكبيرة. في المقابل، يجد أن البنوك لم تقدم أية تسعيرات. انه من المسلم به عموما بأن لا تتم مطاردة الأسعار التي تظهر بعد الأخبار الهامة. اذا أصررت، يمكنك الحصول على سبريد 50 بيب. بناء على خبرتنا، نستطيع القول بأن أغلب المتداولين الذين يحاولون القفز الى السوق بمجرد ظهور أخبار يصابون بخيبة ظن كبيرة. تحركات السوق غالبا ما تكون غير متوقعة، وكثيرا ما يكون التحرك بعكس الاتجاه المنتظر. يؤدي هذا في أغلب الحالات لخسارة المتداولين للأموال، وكثيرا ما تكون الأموال كبيرة جدا. حالة مختلفة: السوق في حالة هادئة ويقوم المتداول بطلب التسعير مرارا ويحصل على تسعير السوق الفعلي (في هذه الحالة يظهر تسعير السوق الحقيقي والذي يتوافق مع ما يظهر في رويترز أو داو جونز. لذا، فان هذا التسعير لا يمكن تفسيره بشكل خاطئ). ولكن على الرغم من الطلبات المتكررة، لا يقوم المتداول بدخول السوق. فماذا تعني هذه الحالة من وجهة نظر الوسيط؟ نظرا لطلبات الوسيط المتكررة، يقوم الوسيط بدوره بتمرير الطلبات للجهة المقابلة. فتقوم بدورها باعطائه بما يعرف بتسعير الخيار، أي تسعير بدون سبريد ليشجعه على الدخول في صفقة. هذا عظيم. اذا قمت بالمحاولة، ستحصل على تسعيير الخيار. ولكن وفقا لاتيكيت المتداولين، فانه من غير المقبول رفض مثل هذا التسعيير. اذا قمت برفضه مرة، لن تحصل عليه مجددا. تسعير الخيارات لا يعرض كثيرا. غالبا ما تقوم البنوك بتوسيع السبريد كطريقة للتعبير عن أن مثل هذا التكرار في طلب التسعيرات أمر خارج المعقول. ومع ذلك، سؤال بسيط يطرح نفسه: كيف يمكن للمتداول العادي أن يرى السوق الحقيقي، وما هو "السوق الحقيقي" على أية حال؟ دعونا نبدء بما يراه كل متداول على شاشته من مصادر مثل رويترز، داو جونز، DBC وغيرها. هذه التسعيرات استرشادية، أي أن البنوك غير ملزمة بالبيع أو الشراء بهذه التسعيرات. مثل هذه التسعيرات قد تأتي من مصادر متعددة بداية من صناع السوق المعتبرين وصولا الى جهات أقل موثوقية. بعض مقدمي التسعيرات يدخلون الباينات يدويا، بينما يقوم الآخرون باستخدام الوسائل الآلية. كلتا الطريقتين معرضتين لوقوع أخطاء قد تتسبب في تحرك السعر في اتجاه ايجابي بالنسبة لمضارب معين (قد يكون هناك أمر ايقاف خسارة كبير لأحد العملاء بفائدة 5-7 بيب). ليس هناك طريقة لتجنب مثل هذه العوامل. كما أن عدد المصادر يؤثر. على سبيل المثال، تقوم رويترز باستخدام الأسعار من حوالي 2,600 بنك، في حين تستخدم داو جونز حوالي 1,000 بنك و DBC حوالي 500. لقد قمنا بمراقبة تسعيرات هذه المصادر الثلاثة لعدة شهور وشاهدنا مدى توافق هذه الأسعار للسوق الحقيقي. في بعض الأحيان، على سبيل المثال، في أثناء الليل، تتأخر DBC عن تجديد سعر الفرنك لما لفترات تقارب 20 دقيقة فيختلف تسعيرها عن رويترز بما يقارب 70 بيب. هذا عند الفترات الهادئة. بينما تحدث أشياء غريبة لداو جونز أثناء التقلبات الحادة. في بعض الأحيان قد تحصل على انطباع بأنها شركة وساطة مستقلة، تعطي بيانات متأخرة بعض الشيء، ثم سرعان ما تقوم بتعديلها لتوافق بيانات رويترز (مما يدل على علمها التام بالتسعيرات في وقتها الحقيقي). في ذات الوقت، لا نريد أن نتهم الداو لأن لديهم من المميزات الكثير، خاصة في مجال الخدمة الاخبارية للفوركس وفي مجال التحليلات. الا أن تأخر التسعيرات أمر موجود فعلا لديهم.
كيف يمكننا رؤية السوق الحقيقي على أية حال؟
هناك نظم تعمل على جمع بيانات البنوك الكبرى فقط، مثل ELECTRONIC BROKER SYSTEM (EBS) و DEALING2000/2 (D2). عند تقديم التسعيرات عبر مثل هذه النظم، تكون البنوك ملزمة على التنفيذ بالسعر المعروض. من هذه الجهة، من الممكن اعتبار مثل هذه الأنظمة كوسيط الكتروني. ولكن يقوم عدد من البنوك الكبرى بنقل التسعيرات المقدمة عبر مثل هذه النظم بشكل آلي. وهنا، من الممكن حدوث سقطات أيضا. لنفرض أن سعر السوق للفرنك السويسري كان 52-55 منذ ثانية، ثم 52، ثم كان سعر البيع 15 (عرض بيع منذ 20 دقيقة). قد يأخذ البرنامج متوسط 15 و 55، يضيف 5 بيب على كل جانب ثم يعطى السعر 30-40، في حين أن سعر السوق الحقيقي هو 50—52. قد تستمر مثل هذه الأخطاء مدة تصل النصف ساعة في الليل، مع أن الشاشة يتم تحديثها، وذلك لأن البنوك الأخرى تستخدم نفس النظام الآلي. مثل هذه الحالة تحدث بشكل أقل مع اليورو، الين والاسترليني. ينصح بمتابعة الأسعار المقدمة من قبل البنوك الموثوقة ، وخاصة البنوك الآتية: BANK ONE (الولايات المتحدة)، BARCLAYS (الممكلة المتحدة)، RZB (النمسا)، ALLIED (ايرلندا)، DEMIR (تركيا)، SOCIETE GENERALE (فرنسا)، ANZ (أستراليا). لسوء الحظ لن يساعد ذلك كثيرا في تحديد السعر الحقيقي، بسبب الحالة الموصوفة بالأعلى. ينبغي الا ننسى أيضا عقود العملات الآجلة (من الممكن حساب التسعيرات الفورية من خلال الخصم المقدم – مثل هذه المعلومات أيضا متاحة في نظام المعلومات). باستخدام مثل هذه الطريقة من الممكن تحديد القيمة الحقيقية لليورو والاسترليني. ولكن دعونا نعود للفرنك السويسري. اذا قمنا بتحويل المعلومات من العقود الآجلة للعقود الفورية، سنلاحظ أن السبريد حوالي 12 بيب، مما لا يساعد في تقليل الشكوك حول موضوعية التسعيرات التي حصلنا عليها (علما بأن متوسط السبريد على الفرنك السويسري 5 بيب). لذا فعند تقييم سعر السوق لهذه العملة تجدر متابعة اليورو والاسترليني، وعدم الالتفات الى القفزات الكبيرة للعملة اذا كنا نرى أن اليورو ثابت. يفضل الكثير من الكتداولين الفرن السويسري بسبب أن 5 بيب منه تساوي 3 بيب في العملات الأخرى. ولكن في ظل ما قد سبق، فان حقيقة الأمر أن العملة ليست متميزة بشكل كبير. فلعله من الأفضل دفع مثل هذا الثمن مقابل عدم القلق من تلاعب الوسيط الخاص بك؟
ختاما، نقول أن لتحديد أسعار السوق الحقيقية يجب متابعة الآتي:
- EUR - SOCIETE GENERALE, ALLIED, BANK ONE, FUTURES؛
- GBP - BARCLAYS, BANK ONE, FUTURES؛
- JPY - SOCIETE GENERALE, RZB, ANZ؛
- CHF – العقود الآجلة والسعر التقاطعي مع اليورو.
كما أنه اذا كانت تاجرا نشطا (تقوم بعدة صفقات يوميا)، ننصح باجراء الصفقات خلال الساعات التالية:
- EUR، GBP، CHF: من الساعة 10:00 صباحا وحتى 22:00 مساء؛
- JPY: من الساعة 15:00 صباحا وحتى 10:00 مساء، ومن الساعة 3:00 صباحا وحتى 8:00 مساء.ال